فريق دوكستريم

الروح التي تحرّك فريقنا

سكان قرية العالم

 

كانت أيام صيف في بيروت عام 2016. كنا أشخاصاً يعملون بشكل حرّ وقرّرنا الاتّحاد في فريق واحد. كان يلاحقنا جميعاً سؤال مشترك: كيف نكون عالميين في مجتمع مدني معولم، وفي الوقت نفسه جدّيّين في علاقتنا بالإرث الثقافي المشرقي؟

 

ولدنا في المنطقة التي اخترعت المدن والكتابة وقدّمت للعالم بعض أقدم الحضارات المعروفة. هذه حقيقة عابرة وثانوية، ولكنها تبقى مؤثّرة في وعينا بأنفسنا. نحن، من جهة أخرى، صقلنا خبراتنا في بيئات أكاديمية وثقافية مختلفة، بما في ذلك جامعات ناطقة بالإنكليزية والفرنسية والألمانية. ممارستنا التحريرية تبني على هذا الانتماء المزدوج للأنفس وللآفاق، وتعمل على المزج بين عمق تاريخي حيّ وحاجات تعبيرية معاصرة.

 

ولذلك تتجاوز صلتنا باللغة العربية تقديم الخدمات. نكاد نعتبر أنفسنا أوصياءها، ونحمل في قلوبنا الفكر الغزير التي انتقل عبر هذه اللغة وتطوّرت شخصيتها من خلاله، منذ عصرها الذهبي قبل ألف عام وحتى نهضة الصحافة والطباعة والترجمة في العصر الحديث. نرى أن إحدى مهماتنا تجذير ومواصلة هذا النمو المعرفي والثقافي.

 

شعراء عصر المعلومات

 

نستلهم اللحظات المشرقة للتفاعل الثقافي بين العرب والأوروبيين، ونسترشد بالركائز الكلاسيكية لثلاثي اللغة والمنطق والبلاغة، ونسعى في جميع أعمالنا للمزج بين الصرامة المنهجية والذائقة الجمالية.

 

ولأننا درسنا العلوم الإنسانية والاجتماعية، ولا نفهم اللغة إلا من خلال هذه العلوم، فنحن نتحرّك دوماً بين البحث العلمي والشغف الشعري؛ بين الأداء المذهل لتقنيات الحوسبة اللغوية، والرهافة التي يُنتجها العمل البشري الصبور والمبدع؛ بين الدقّة الشديدة اللازمة في الوثائق القانونية، والمخيّلة الخصبة المطلوبة في الترجمات الأدبية. نبذل قصارى جهدنا لتكون أعمالنا دقيقة، ولكن أيضاً حيوية، والأهم من هذا وذاك: وفيّة للمقاصد الأصلية لأصحابها.

 

تعلّقنا بالمعنى القديم لكلمة «أدب» ليس فقط من باب تحسين التفكير النقدي ومهارات التواصل، بل تأكيد على رؤية لا ينفصل فيها العلم عن العمل عن النمو الروحي والأخلاقي.

 

المتدرّبون المحترفون

 

بدأنا مجموعة لاجئين سوريين، وجمعَنا هاجسا النجاة عبر الثقافة والتعلّم مدى الحياة. استثمر مؤسّسونا معارفهم التراثية والحديثة في دعم عدد من المنظمات المدنية والمعاهد البحثية والمبادرات الفنية والثقافية. وبعد سلسلة من الشراكات التحريرية القائمة على الاحترام المتبادل والأهداف المشتركة، تطورت رؤيتهم للفريق لا بوصفه مشروعاً مهنياً فحسب، بل مساهمة فاعلة ومخلصة في صناعة النشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

يقوم فريق دوكستريم على محرّرين مخضرمين ملتزمين بالتعلّم المستمر: يحبّون التعقيبات، ويستمتعون بالنقد، ويبحثون عن منهجيات تحريرية جديدة، ويقومون على الدوام بتحسين أساليبهم بناءً على إفادات العاملين والعملاء. النموذج التشغيلي الذي يتّبعونه مصمّم للتحسّن المستمر على ثلاثة مستويات:

 

  • الجودة والوقت على مستوى المشروع،
  • والبصمة التحريرية على مستوى العميل،
  • والبحث والتطوير على مستوى الفريق.

 

نلتزم بهذه المقاربة المثلّثة في جميع أعمالنا، في الترجمة والتأليف أو التصميم والإخراج أو البحث والاستشارات. وهدفنا ليس الوفاء بأعلى المعايير فحسب، بل أيضاً تجاوزها باستمرار والمساهمة في حالة من النمو المهني الجماعي.

تابعنا